مفهوم قلق الامتحان وكيف نتعامل معه
مفهوم قلق الامتحان وكيف نتعامل معه
مفهوم قلق الامتحان
هو حالة مؤقتة من القلق مرتبطة بمواقف الامتحان يصل إليها التلميذ نتيجة الزيادة في التوتر والخوف من أداء الاختبار، ويصاحب هذه الحالة اضطراب في النواحي الجسمية الفسيولوجية والمعرفية العقلية والنفسية الانفعالية، كما يؤثر قلق الامتحان على الأداء تأثيرا إيجابيا عندما يكون القلق معتدلا، وبالتالي يكون دافعا محفزا ومنشطا للأداء ، وسلبيا عندما يكون قلق الامتحان مرتفعا، وبالتالي يكون مهددا ومثبطا للأداء وللموقف الاختباري .تصنيف قلق الامتحان
القلق الميسر
وهو قلق الامتحان الذي يبعث في التلاميذ الاجتهاد والحرص الشديد على الأداء، بينما المستوى المعتدل منه يعتبر أمرا طبيعيا فلا يؤثر كثيرا على أداء الفرد في الاختبار، ويسمى حينئذ بالقلق الميسر .وقد يعجب البعض حين يعلم أن القلق هنا أمر إيجابي ومفيد للغاية، وهذا ما يعرف بالقلق الطبيعي الذي يحدث استجابة لمواجهة المواقف التي تتطلب استعدادا إضافيا، وفائدة القلق في هذه الحالة المساعدة على تهيئة الفرد من الناحية البدنية والنفسية لبذل مزيد من الجهد فيجمع طاقاته، ويزيد من حالة اليقظة والانتباه والتركيز بما يساعده على إنجاز ما هو مطلوب .
القلق المعسر
وهو قلق الامتحان المرتفع ذو الأثر السلبي المعوق، حيث تتوتر الأعصاب، ويزداد الخوف والانزعاج والرهبة، ويستثير استجابات غير مناسبة، مما يعوق قدرة الطالب على التذكر والفهم، ويربكه أثناء استعداده للامتحان ويعسّر أداءه فيه .وعليه، فإن قلق الامتحان المعسّر ذو التأثير السلبي على التلاميذ من حيث النواحي النفسية والمعرفية والجسمية ،يستدعي معهم التدخل الإرشادي لخفض قلقهم إلى الحد المعقول، وأما التلاميذ ذوي القلق الميسر المعتدل فهو مشجع ومحفز على الاستعداد الجيد للامتحان.
أعراض قلق الامتحان
تتعدد أعراض قلق الامتحان من أعراض نفسية ومعرفية وجسمية يمكن الاستدلال عليها بالملاحظة المجردة الظاهرة في سلوكهم وحركاتهم وطريقة أجوبتهم ومعاملاتهم مع الأفراد الآخرين، ومن بينها ما يلي:1- المظاهر نفسية
مثل التوتر وشعور بزيادة الضغوط، وتراكم المسؤوليات وعدم القدرة على الاحتمال، وسرعة الاستثارة العصبية والانزعاج لأسباب بسيطة، وأفكار سلبية حول الذات، والشعور بالدونية وعدم القدرة على تحقيق النتائج، مثل التفكير في توقعات سيئة للمستقبل والشعور بعدم الارتياح أو الخوف والترقب وغيرها.
2- المظاهر جسمية
مثل الشعور بالتعب والإرهاق والصداع وسرعة التنفس وشدّ في العضلات، واضطرابات في البطن والغثيان والرغبة في التبول مرات متعددة، والإحساس بالاختناق وسرعة ضربات القلب، والرعشة والبرودة في الأطراف وزيادة إفراز العرق والإحساس بالبرودة أو السخونة الزائدة وغيرها.
وقد يتبع ذلك سلوكيات انسحابية أو انعزالية؛ مثل كثرة الاعتذارات وكثرة النوم والخوف من المواجهة، مما قد يسبب التردد في الدخول للاختبارات أو الرغبة في تأجيلها.
وقد يتبع ذلك سلوكيات انسحابية أو انعزالية؛ مثل كثرة الاعتذارات وكثرة النوم والخوف من المواجهة، مما قد يسبب التردد في الدخول للاختبارات أو الرغبة في تأجيلها.
3 - المظاهر التحصيلية
الدرجات التحصيلية المنخفضة للتلميذ بمقارنة أقرانه بمستوى تحصيله، أو الرسوب في الامتحان.
4 - المظاهر البدنية
ضعف أو وهن عام في الجسم، اصفرار الوجه، الحركة النمطية الثابتة
5 - المظاهر الاجتماعية
الانسحاب من المواقف الاجتماعية التي تتناول مسائل الامتحانات، صراعات داخل الأسرة بشأن رغبة الأهل الدائمة بمواصلة الابن تحصيله والاستمرار في الدراسة
مما سبق يتضح أن قلق الامتحان يخلف أعراضا على مختلف أنحاء النفس لدى الفرد من حيث فقدانها التوازن والتوافق، ومن الناحية الجسمية في تغير لونه ودرجة حرارته وإفراز هرموناته، ومن الناحية العقلية في فقدان السيطرة على الانتباه والتركيز والتذكر ، وجل هذه الأعراض تؤدي بالتلاميذ إلى تدهور حالتهم النفسية والصحية في حالة عدم ترشيد قلق الامتحان، والتدخل الوقائي من قبل المختصين في ميادين الإرشاد
أسباب قلق الامتحان
توجد مجموعة من الأسباب أو العوامل التي تدفع بالتلاميذ إلى الشعور بحالة قلق الامتحان، والتي من أهمها ما يأتي :- الشخصية القلقة.
- عدم استعداد الطالب للامتحان.
- الأفكار والتصورات الخاطئة عن الامتحان.
- طريقة إجراء الامتحانات.
- مواقف الامتحان ذاتها.
- التعلم الاجتماعي من الآخرين
- نقص المعرفة بالموضوعات الدراسية.
- نقص الرغبة في النجاح والتفوق.
- وجود مشكلات في تعلم المعلومات أو تنظيمها أو مراجعتها قبل الامتحان، أو استدعائها في موقف الامتحان ذاته.
- انخفاض قدرات الطالب وعجزه وتوقع الفشل في حياة التلميذ وتكرار مرات الفشل. - قصور الاستعداد كما يجب.
- الاتجاهات السلبية لدى التلاميذ والمعلمين والوالدين نحو الامتحانات والنظر إليها على أنها تهديد دائم.
- الشعور بأن المستقبل يتوقف على الامتحانات.
- الضغوط البيئية وخاصة الأسرية لتحقيق طموح لا يتناسب مع قدرات التلميذ.
- محاولة إرضاء الوالدين والمعلمين والمنافسة مع الرفاق.
الإجراءات الإرشادية لخفض قلق الامتحان
يقترح بعض الأخصائيين النفسيين أنه هنالك بعض الإجراءات العملية التوجيهية والإرشادية لتخفيض قلق الامتحان ، ومنها :
تطوير قدرة الفرد علي الفهم وحل المشكلات
- إن فهم الذات والآخرين والأشياء يقدم وقاية ممتازة من القلق.
- معرفة الفرد بالعلاقات السببية بين الحوادث
- فهم الذات الجسمية تحمي من القلق حول وظائف الجسم.
- التدرب علي اتخاذ القرارات وحل المشكلات والتعامل مع المشكلات فالتعامل مع التوتر هو نوع من حل المشكلات.
- التدرب علي كيفية طرح البدائل للمشكلة الواحدة مثال : * ماذا تفعل لو أنك لم تتمكن من فهم أسئلة الامتحان.* ماذا تتصرف لو أن صديقاً طلب منك عدم تقديم الامتحان.
- التدرب علي مواجهة المشاكل أفضل مضاد للقلق، فالمواجهة أفضل من الهروب.
مساعدة الفرد علي الشعور بالأمن والثقة بالذات ( أسلوب توكيد الذات)
- تقديم المثيرات التي تؤدي للقلق والخوف بشكل تدريجي.
- تقوية الثقة بالذات علي نحو تدريجي من خلال خبرات النجاح
التدرب علي الاسترخاء
- إن القلق والاسترخاء لا يمكن أن يحدثا معاً وهذا ما يسمى بمبدأ البديل المتنافر.
- التدرب علي التنفس بعمق وعلي إرخاء العضلات والشعور بالاسترخاء.
- هناك أساليب كثيرة للتدرب علي الاسترخاء لكل مجموعة من مجموعات العضلات في الجسم.
- يمكن أن يسبق الاسترخاء بخطوة تطلب فيها من الفرد أن يتخيل موقفاً مثيراً للقلق وبعد ذلك يقوم بالاسترخاء الذي يعمل كمضاد لاستجابة القلق.
- من المفيد إعداد قائمة بالمواقف المثيرة للقلق المراد تخيلها في أثناء الاسترخاء.
مهارة السيطرة على الأفكار السلبية
هي مهارة تتضمن التحكم في الأفكار السلبية والتفكير الخاطئ، وتتطلب تحديد الأفكار السلبية غير المنطقية، والتفكير في مدى دقتها وواقعيتها ، وتحديد الأفكار المنطقية التي يجب أن يفكر فيها الفرد، والسعي النشط لتنفيذها بدلا من التسويف والتأجيل
مهارة استبدال الأفكار السالبة بأفكار موجبة
هي مهارة تتضمن تعديل اتجاهات الطالب وأفكاره وافتراضاته غير الدقيقة وغير الصحيحة، حينما يكون هناك مراقبة ذاتية لأفكاره ومشاعره وسلوكه وعندئذ يتعلم استبدال الأفكار المشوهة بأخرى أكثر إيجابية وأقل تشوها، ويكون في وضع أفضل لتعديل استجاباته السلوكية والمعرفية المعوقة للأداء.
الحديث الايجابي مع الذات
- تشجيع الأفراد علي أن يتوقفوا عن استخدام التعليقات السلبية للقلق عندما يتحدثون مع أنفسهم.
- تشجيع استخدام عبارات ايجابية في الحديث مع الذات مثل (صحيح إنني منزعج ولكن الأمور سوف تسير علي ما يرام، لا يوجد إنسان كامل ، أن تعمل وتبذل جهداً أسهل من أن تقلق) .
- يمكن استخدامه الحديث الايجابي مع الذات وحده أو مع الاسترخاء
تقليل الحساسية التدريجي
وهذه التقنية تستند إلي الفرضية التالية : بالإمكان محو استجابة انفعالية غير مرغوب فيها كالخوف أو القلق من خلال إحداث استجابة مضادة لها، فالاستجابات المتناقضة لا يمكن أن تحدث في آن واحد وهذا ما يطلق عليـه بالكف المتبادل، فالفرد لا يستطيع أن يشعر بالخوف أو القلق وهو في حالة استرخاء تام، إذ أن الاسترخاء يكبح هذه الاستجابات الانفعاليةوتشتمل هذه التقنية علي ثلاث مراحل أساسية (أو خطوات):
- إعداد هرم القلق لدي المسترشد : حيث يتخيل المسترشد المواقف التي تبعث علي القلق لديه وهو في حالة الاسترخاء التام ويتم ترتيب المواقف بالتسلسل بدءاً بأقلها إثارة وانتهاء بأشدها إثارة.
- الاسترخاء وتدريب المسترشد عليه.
- إقران المثيرات التي تبعث علي القلق لدي المسترشد بالاستجابة البديلة للقلق ( أي الاسترخاء ) أي أن المسترشد يتخيل المواقف تدريجياً بدءاً بأقلها إثارة وانتهاء بأكثرها إثارة وهو في حالة الاسترخاء.
تشجيع التعبير عن الانفعالات (التفريغ الانفعالي)
- إن تعبير الشخص عن انفعالاته يعمل كمضاد لحالات القلق
- من خلال اللعب وتمثيل الأدوار والسيكو دراما يمكن أن تحدث عمليات تفريغ انفعالي
- إن رواية القصص طريقة فعالة للتعبير عن المشاعر.
تحسين عادات الدراسة
- تطوير مهارات الدراسة الفاعلة ومهارات الاستعداد للامتحان.
- تحميل الطلبة المسئولية والاعتماد علي النفس.
- تدريب الطلبة علي إدارة وقت التعلم وتنظيمه وعدم التأجيل.
- تشجيع الطلبة علي التساؤل والبحث والاستكشاف.
- تشجيع الطلبة علي الاختبار والتقويم الذاتي المستمرين
التدريب علي مهارات الامتحان
الامتحان موقف تعليمي لابد من الاهتمام به وإتباع أساليب فعالة عند المذاكرة له من أجل الحصول علي مستوي مناسب من التحصيل والنجاح والتفوق ، ومن هذا المنطلق يري المختصين في هذا المجال أنه لابد من اكتساب بعض المهارات وهي المهارات اللازمة لكل طالب يتقدم إلى الامتحان الامتحانات. ومن هذه المهارات ما يلي:1 - مهارة المراجعة
مهارة المراجعة من أهم المهارات التي ينبغي أن يكتسبها أي طالب يمر بالامتحانات، لأنه من خلالها يسترجع الكثير من المعلومات والبيانات التي مر بها خلال العام الدراسي ومهارة المراجعة تحتاج إلى التركيز والمتابعة أول بأول .
مهارة المراجعة من أهم المهارات التي ينبغي أن يكتسبها أي طالب يمر بالامتحانات، لأنه من خلالها يسترجع الكثير من المعلومات والبيانات التي مر بها خلال العام الدراسي ومهارة المراجعة تحتاج إلى التركيز والمتابعة أول بأول .
ولكي يستطيع الطالب أن يراجع المراجعة الجيدة لابد أن يسير وفق خطوات معينة :
- تدوين أكثر النقاط أهمية في كراسة الملاحظات.
- مراجعة هذه الملاحظات دوريا والتلخيص قدر المستطاع.
- المراجعة حسب الجدول الزمني المحدد.
- تحديد المواد التي تحتاج لمجهود ووقت أكبر في المراجعة ثم البدء بدراستها أولاً
- تجنب أسباب التشتت الذهني أو ضعف الانتباه أو قلة التركيز أثناء المراجعة
- المراجعة المنظمة لجميع المواد المقررة ووضع المادة الصعبة مع مادة أقل صعوبة.
- استخدام الألوان للتأشير علي النقاط المهمة
2 - مهارة الاستعداد للامتحان
الاستعداد للامتحان من الأمور الهامة وإن كان الطالب متقدم إلي امتحان مهم ويتوقف مستقبل الإنسان عليه، فلابد أن يستعد الطالب استعداداً جيداً لهذا الامتحان
ومن أهم خطوات الاستعداد للامتحان ما يلي :
- عدم السهر طويلاً لأن السهر يرهق الجسم ويتعبه ويخرج الإنسان عن التركيز في الدراسة.
- الابتعاد عن شرب المنبهات كالشاي والقهوة لأن مثل هذه المنبهات تأخذ من قدرة الطالب وتركيزه واستيعابه.
- أخذ قسط وافر من النوم لأن النوم يريح الجسم وكذلك العقل من التفكير وبالتالي يتجدد نشاط الإنسان وتعود إليـه حيويته
- المحافظة علي وجود حالة من التهيؤ النفسي الطيب للتعامل الجيد والفعال مع موقف الامتحان وكذلك المحافظة علي الاتزان الانفعالي والابتعاد عن التوتر والقلق.
3 - مهارة أداء الامتحان
- الجلوس في المكان المخصص بهدوء وكتابة البيانات الشخصية، وإتباع التعليمات التي تلق على الطالب مـــن لجنة سير الامتحان.
- الكتابة بخط واضح، وتنظيم ورقة الإجابة، والتزام قوانين الامتحان.
- الاستغلال الأمثل لوقت الامتحان
- عدم محاولة الغش والمحافظة علي الهدوء النفسي التام أثناء أداء الامتحانات.
وقبل كل هذا لا ننسنى أن نوصي أبنائنا التلاميذ بالإستعانة بالله عز وجل وكثرة الدعاء . والإكثار من الصلاة والسلام على نبينا محمد ﷺ فهي مفتاح كل خير .
إرسال تعليق
اترك تعليقا