المشروع الشخصي للتلميذ
المشروع الشخصي للتلميذ
تعريف المشروع الشخصي للتلميذ
إن المشروع الشخصي عبارة عن بحث مهم يديره التلميذ وينجزه على مر فترة زمنية مطولة خلال مسار حياته الدراسية .ويحتل المشروع الشخصي موقعا مهما في البرامج والمنهاج التعليمية .
وهو يقدم فرصة ممتازة للتلاميذ لإنتاج عمل شخصي ومبدع من اختيارهم ولعرض المهارات التي نموها من خلال أساليب التعلم .ويتيح المشروع الشخصي للتلميذ الكثير من الفرص لتمييز التعلم والتعبير وفقا لاحتياجات التلاميذ الشخصية.
إن الطبيعة الشخصية للمشروع مهمة حيث يجب أن يرتكز المشروع على موضوع يحفز التلميذ ويثير اهتمامه. وتساهم عملية استكمال المشروع الشخصي في تنمية التلاميذ بأشكال مختلفة .
فالمشروع الشخصي يدور حول التلميذ ويناسب عمره ويساعده على تكوين فهمه الخاص للمفاهيم .وهو التزام بتطوير متعلمين مستقلين يسعون للتعلم مدى الحياة .
لن نتمكن من استيعاب مفهوم المشروع وفهمه، إلا إذا اعتمدنا منظورا متعدد الأبعاد، يشمل تحديدا أبعادا ثلاثة حسب الباحث الأنتروبولوجي الفرنسي بوتيني :
- البعد الحيوي (la dimension vitale): الذي يتمكن من خلاله الإنسان من التكيف المستمر مع التغيرات التي يشهدها محيطه
- البعد البراكماتي (la dimension pragmatique): إذ لا يمكن عزل المشروع كعملية توقعية إجرائية، عن العملية الإنجازية التي من خلالها يتم تجسيده على أرض الواقع.
- -البعد التنبئي (La dimension previsionnelle): إن "المشروع" کسيرورة، هو في نفس الوقت نية ودافعية وبرنامج .
ويمكن تعريف المشروع الشخصي بأنه دفع التلميذ لأن يتحمل المسؤولية ويعطي أهمية التفكير في مستقبله باعتباره مشروعا شخصيا، وذلك بتحريضه على إضفاء دلالة شخصية على المدرسة والتعليم المدرسي .وهكذا يتحول مشروع التلميذ إلى استثمار تدرجي مستقبلي يخول له إمكانية اختيار نوع الدراسات التي سيتابعها وكذا مستقبله المهني .
وهو كذلك عبارة عن خطة يعتمدها الشخص لتحقيق مقاصد وأغراض محددة عن طريق توقعها وتوفير الوسائل اللازمة لبلوغها. إنه تمثل استباقي تنبؤي لنتيجة مستقبلية يستهدف منها الشخص تحقيق غاياته ومطامحه ورغباته وحاجاته . وبهذا يبدو أن هذا المفهوم يتأسس على بعدين اثنين :
- الأول: زمني مستقبلي، يشير إلى الانفتاح على المستقبل لتحقيق هدف محدد عن طريق تخيل الزمن القادم تصور المستقبل) من خلال إنشاء سلسلة من الأعمال و الأحداث الممكنة و المنتظمة بشكل قبلي ومسبق.
- الثاني: فردي ذاتي، يتجسد عبر إكساب الفرد منظومة من الكفايات السيكو اجتماعية.
والمشروع الشخصي كذلك هو سيرورة نمائية دينامية يدير من خلالها التلميذ قدرته على تكييف الذات مع المحيط بكل أبعاده، وذلك من خلال تحقيق التفاعل بين ثلاث أقطاب أساسية:
- القطب الدافعي Le pole motivationnel: هو قطب التمثلات حول الذات.
- القطب المهني Le pole professionnel :هو قطب التمثلات حول المحيط السوسيواقتصادي وحول المهن .
- قطب العالم المدرسي: هو قطب التمثلات حول العالم المدرسي .
أهداف المشروع الشخصي للتلميذ
- مساعدة التلميذ على التموقع في محيط تكويني و سوسيو اجتماعي في تحول دائم ومستمر
- مساعدة التلميذ على بلورة مخطط دراسي ومهني مضبوط خلال صيرورته النمائية العقلية والعاطفية والحس حركية
- إقدار التلميذ على استثمار المعلومة وتوظيفها ومساءلة الفكرة والفرضية والقدرة على تطويرها ومعالجتها بحس نقدي وقدرات تواصلية بناءة.
- مساعدة التلميذ لتحقيق الهدف المرسوم حول الآفاق الدراسية أو المهنية الممكنة، انطلاقا من مؤهلاته ورغباته وتطلعاته مع الأخذ بعين الاعتبار التحولات المتوقعة في مجال المهن وسوق الشغل تمكين التلميذ من إبراز إمكاناته و التعبير عن اهتماماته وتيسير استقلاليته و تحمله المسؤولية
- جعل التلميذ واعيا بثوابت مفهوم الاختيار و معيقاتها
- يعتبر المشروع الشخصي حافزا للتلميذ للاهتمام بدراسته.
- دفع التلميذ لوضع سيناريوهات و استراتيجيات قابلة للتكييف .
- يساعد المشروع الشخصي التلميذ على صياغة اختيارات ناضجة
الدعائم المدرسية لبناء المشروع الشخصي للتلميذ
يمكن تحديد الدعائم المدرسية والتربوية للمشروع الشخصي الخاص بالتلميذ من خلال النقاط التالية :
- طبيعة البرامج التعليمية و التربوية : ان في تحديد واقتراح برامج تدريبية خاصة لتنمية بعض المهارات والاتجاهات لدى التلميذ نحو میادین معينة دورا هاما ومؤثر على تحديد وتحضير المشروع الشخصي للتلميذ لأن أداء بعض البرامج التدريبية والدورات التأهيلية و التكوينية في بعض المجالات يؤدي إلى استكشاف وتنمية المهارات من جهة كما يمكن تحديد أهم الاحتياجات الضرورية واللازمة للنجاح في تلك المجالات من جهة أخرى لا يمكن التعرف على طبيعة شخصية التلميذ من جوانب مختلفة و تقديم الإرشاد الذي يتماشى ومميزاته الا في ظل استخدام أساليب تقييمية مناسبة وشاملة لمختلف جوانب شخصية الفرد كالتقييم النفسي باستخدام الاختبارات النفسية والتقييم الدراسي من خلال الاختبارات التحصيلية والمعرفية و التقييم الاجتماعي والاقتصادي من خلال استخدام استبيانات الميول و الاهتمامات أن مثل هذه التقنيات تمكن المرشد من التعرف على شخصية التلميذ من جوانب مختلفة فمن الناحية النفسية تمكنه من التعرف على طبيعة قدرات التلميذ واستعداداته وطبيعة شخصيته من الناحية الدراسية تمكنه من التعرف على المستوى الدراسي الحقيقي ، ام من الناحية الاقتصادية والاجتماعية فتمكنه من التعرف على ميول التلميذ واهتماماته ورغباته وطموحاته . أن الجر الشامل لمختلف جوانب شخصية التلميذ يساعد على تحديد ملامح المشروع الشخصي للتلميذ فضلا على استغلال نتائج ذلك التقييم في عملية المتابعة والاستشارة والتوجيه.
- الإعلام والاتصال في الوسط المدرسي : يصعب على التلميذ تصور مشروعه الشخصي ولو بصفة مبدئية و في غياب وتوافر الإعلام المناسب الذي يمكنه من إدراك طبيعة وواقع المحيط الاقتصاد و الاجتماعي الذي يعيش فيه ويتفاعل معه . وبذلك يشكل الإعلام وسيلة مهمة للتلميذ لرسم علاقته مع محيطه الخارجي ،زيادة على كونه ينشئ لديه روح البحث و الإعلام ، ما يساعده على تنمية الفضول لدي وحب الاطلاع على مختلف الاختيارات الدراسية و المهنية الممكنة .
- المتابعة والإرشاد : متابعة التلميذ في ظل المشروع الشخصي تبدأ من دخوله المدرسة حيث يباشر المرشد تدخلاته بمساعدة التلميذ على التكيف السليم في الوسط الجديد ،ان تربية الاختيارات تؤدي بالتلميذ على المدى البعيد الى تقوية عواطفه نحو المهن المرغوبة والمجالات المحبذة ما يؤدي به إلى أن يصبح عنصرا فعالا في المجتمع.
إرسال تعليق
اترك تعليقا