إدراج تعليم التربية المرورية في الوسط التربوي
إدراج تعليم التربية المرورية في الوسط التربوي
المنشور رقم : 232 المؤرخ في 2023/09/17
الموضوع: بخصوص إدراج تعليم التربية المرورية في مراحل التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط والتعليم الثانوي بداية من السنة الدراسية 2024/2023.
المرجع : المرسوم التنفيذي رقم 23-98 المؤرخ في 12 شعبان عام 1444 الموافق 5 مارس سنة 2023، الذي يحدّد كيفيات تعليم قواعد حركة المرور والوقاية والأمن في المؤسسات المدرسية.
استكمالا للتدابير والإجراءات المتخذة لإدراج التربية المرورية في الوسط المدرسي بمراحل التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط والتعليم الثانوي، يشرفني أن أوافيكم بهذا المنشور الذي يحدّد سياق إدراج التربية المرورية في الوسط المدرسي، والإجراءات البيداغوجية والترتيبات التنظيمية لهذه العملية.
1 - سياق إدراج التربية المرورية في الوسط المدرسي
تُعدّ حوادث المرور من أكثر المشاكل التي تواجه المجتمعات الحديثة، وتعتبر من الأسباب الرئيسية للوفيات والإصابات الجسدية والعاهات الدائمة.
وفي الجزائر، أضحت مسألة حوادث المرور أمرا مقلقا للسلطات العمومية والمجتمع بصفة عامة، رغم الجهود المبذولة من طرف الدولة للحدّ منها، حيث تشير الإحصائيات إلى تنامي هذه الظاهرة، وتفاقم آثارها البشرية وخسائرها المادية، ما يجعلها تحديًا كبيرًا يتطلب تظافر جهود جميع المتدخلين ،لرفعه، ضمن استراتيجية وطنية متعدّدة الأبعاد من أجل التصدّي لهذه الظاهرة والحد من آثارها.
ومساهمة من قطاع التربية الوطنية في هذا المجهود الوطني الجاد، انطلاقا من مهام التعليم والتنشئة الاجتماعية والتأهيل الموكلة للمدرسة الجزائرية ضمن غايات التربية المحدّدة في القانون رقم 08-04 المؤرخ في 23 يناير 2008 المتضمن القانون التوجيهي للتربية الوطنية، حيث ينص في المادة 5 منه على ما يلي: " تقوم المدرسة في مجال التنشئة الاجتماعية على احترام القيم الروحية والأخلاقية والمدنية للمجتمع الجزائري والقيم الانسانية وكذا مراعاة قواعد الحياة في المجتمع".
وفي الجزائر، أضحت مسألة حوادث المرور أمرا مقلقا للسلطات العمومية والمجتمع بصفة عامة، رغم الجهود المبذولة من طرف الدولة للحدّ منها، حيث تشير الإحصائيات إلى تنامي هذه الظاهرة، وتفاقم آثارها البشرية وخسائرها المادية، ما يجعلها تحديًا كبيرًا يتطلب تظافر جهود جميع المتدخلين ،لرفعه، ضمن استراتيجية وطنية متعدّدة الأبعاد من أجل التصدّي لهذه الظاهرة والحد من آثارها.
ومساهمة من قطاع التربية الوطنية في هذا المجهود الوطني الجاد، انطلاقا من مهام التعليم والتنشئة الاجتماعية والتأهيل الموكلة للمدرسة الجزائرية ضمن غايات التربية المحدّدة في القانون رقم 08-04 المؤرخ في 23 يناير 2008 المتضمن القانون التوجيهي للتربية الوطنية، حيث ينص في المادة 5 منه على ما يلي: " تقوم المدرسة في مجال التنشئة الاجتماعية على احترام القيم الروحية والأخلاقية والمدنية للمجتمع الجزائري والقيم الانسانية وكذا مراعاة قواعد الحياة في المجتمع".
وترتكز مساهمة قطاع التربية الوطنية أساسا في المقاربة التحسيسية والتوعوية، وهي المقاربة الأكثر أهمية في مواجهة ظاهرة حوادث المرور، من منطلق الدور الجوهري للمدرسة في عملية التحسيس والتوعية، باعتبارها الأداة الأكثر تأثيرا على سلوك الأطفال لحمايتهم مما تسبّبه حوادث المرور من مآسي، وصولا لجعلهم مواطنين قادرين على لعب أدوارهم المدنيّة من عيش مشترك واحترام للقوانين والنظم المسيرة للحياة المدنية. ويأتي إدراج تعليم قواعد حركة المرور والوقاية والأمن في المؤسسات التعليمية، وهو ما يصطلح عليه بـ "التربية المرورية"، تطبيقا لأحكام المرسوم التنفيذي رقم 23-98 المؤرخ في 5 مارس 2023 والمنوه به في المرجع.
2 - ماهية التربية المرورية
التربية المرورية بعد تربوي تعمل المدرسة على التكفّل به في مراحل التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط والتعليم الثانوي، عبر الأنشطة البيداغوجية للمواد التعليمية المقررة لكل مرحلة تعليمية، ومن خلال أنشطة مكملة. فهي ليست مادة جديدة تضاف إلى المواد المقرّرة، وإنما هي تعلمات في شكل معارف ومهارات ومواقف تستند على مواد حاملة تساعد على تنمية كفاءات المتعلمين في هذا المجال.
3 - أهداف التربية المرورية
تهدف التربية المرورية إلى :- تعزيز قدرات التلاميذ للتعامل مع الفضاءات المرورية،
- ترسيخ المفاهيم والسلوك المروري الآمن لديهم،
- تربيتهم على احترام قواعد المرور والوصول بهم إلى سلوك مروري صحيح من خلال إكسابهم مهارات تساعدهم وتحميهم من حوادث الطرقات.
4 - أبعاد التربية المرورية
تتمثل الأبعاد التي تعالجها التربية المرورية فيما يلي :- البعد المروري : احترام قواعد المرور والانضباط المروري؛
- البعد الأمني : التعامل مع متقاسمي الفضاء المروري بوعي؛
- البعد البيئي : تقاسم الفضاءات المرورية والحفاظ عليها؛
- البعد الاجتماعي : الوعي بالحقوق المترتبة عن مشاركة الفضاءات؛
- البعد الديني : إعطاء الطريق ومستعمليه حقوقهم؛
- البعد الصحي : الوقاية والسلامة وحسن التصرف في المواقف الطارئة؛
- البعد العلمى : تفسير الظواهر المرتبطة بالحركة المرورية والمركبات تفسيرا علميا.
5 - محاور التربية المرورية
تتناول التربية المرورية المحاور الآتية :
- معرفة قواعد المرور ووجوب احترامها؛
- معرفة أنواع وسائل النقل واستخدامها؛
- غرس السلوكات الحسنة حول الوقاية والأمن في الطرق؛
- تنمية الوعي بمخاطر الطريق والتلوث البيئي الناجم عن استعمال وسائل النقل.
- استغلال تكنولوجيات الاتصال الحديثة للتبليغ عن حوادث المرور.
تشمل هذه المحاور الحالات الثلاث المستعملي الطرق وهي : الراجل والراكب وسائق المركبة.
6 - برنامج التربية المرورية
يرتكز برنامج التربية المرورية على التوعية والتحسيس كجزء مهم وأساسي في إكساب المتعلمين ثقافة مرورية ذات بعد بيني ومروري وأمني وصحي وديني وعلمي، وتزويدهم بالمفاهيم المرورية والمعارف والمهارات والقيم والمواقف التي تمكنهم من حماية أنفسهم والآخرين من أخطار الطريق.يتضمن البرنامج أنشطة بيداغوجية متكاملة تجمع بين معارف ومهارات وقيم ومواقف، يمكن تحصيلها وتطويرها وتحويلها إلى تصرفات تساهم في ضمان سلامة الأشخاص وأمن الطرقات والتقليص من حوادث المرور. كما تعمل على ضمان حق الحياة للفرد والجماعة من خلال مواضيع تتناول كيفيات التنقل الآمن، تقاسم الفضاء المروري، طرق الوقاية والسلامة المروريّة، الالتزام بالقانون واحترام النظم.
7 - طبيعة الموارد المجندة لتناول مفاهيم ومواضيع التربية المرورية في الوسط المدرسي
إن الموارد المرتبطة بالتربية المرورية تجمع بين المعارف والمهارات والقيم والمواقف في آن واحد. وبذلك، يتم بين المزج الأنشطة البيداغوجية التي تنطلق من برنامج التربية المرورية ومصفوفة الموارد المحددة لكل مرحلة تعليمية، والأنشطة المكملة القائمة على تفعيل نوادي السلامة المرورية، وتنشيط الإعلام المدرسي، وتنظيم حملات اعلامية توعوية في الوسط المدرسي بمساهمة مختلف القطاعات ذات الصلة بموضوع التربية المرورية.
8 - المساعي البيداغوجية المعتمدة في التربية المرورية
لا تختلف منهجية تناول مفاهيم ومواضيع التربية المرورية في الوسط المدرسي، عما هو معمول به في بقية المواضيع المدرجة في ميدان الحياة المدنية لمادة التربية المدنية، على اعتبار أنها موارد تطوّر الفكر وتعمل على تعديل السلوك من خلال الاستيعاب الفكري للمفهوم أو الموضوع. ولن يتم ذلك إلا من خلال فسح المجال للنقاش لفهم التصورات الأولية، ومناقشة تأثيراتها على الفرد والمجتمع، للوصول إلى العوامل المقننة للتصرفات وكيفيات الممارسة السليمة، والانتقال إلى التعبير والدفاع عنها لتحقيق المنفعة الفردية والجماعية.ولكي نوفّر فرصا أخرى لإرساء ثقافة مرورية لدى المتعلمين، يتعيّن العمل على استغلال كلّ المفاهيم المتناولة من خلال برنامج التربية المرورية في سياق الوضعيات التي تتيحها بقية المواد لتحقيق التشاركية بينها.
9 - الدعائم والوسائل البيداغوجية للتربية المرورية
في إطار التنسيق بين مختلف الهيئات المعنية بالتربية المرورية وفّرت المندوبية الوطنية للأمن في الطرق مجموعة من الكتيبات التوضيحية بمستويات مختلفة لمفاهيم ومواضيع التربية المرورية في الوسط المدرسي. كما ستقوم وزارة التربية الوطنية ووزارة النقل المندوبية الوطنية للأمن في الطرق بإعداد وتحيين الدعائم التعليمية الخاصة بالسلامة المرورية في شكل نماذج مرقمنة، تتضمن تطبيقات نموذجيّة لمختلف الوضعيات المرورية - حقيقية كانت أو افتراضية - تحاكي مواقف واتجاهات السلوك السوي في الفضاء المروري.10 - التقييم البيداغوجي للتربية المرورية
يتم تقييم الموارد المدرجة بشكل مباشر في برنامج التربية المدنية في مرحلتي التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط ضمن الموارد المعنية بالتقييم في ميدان الحياة المدنية، على غرار بقيّة الموارد المقررة في المنهاج. أما في مرحلة التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، يتم اعتمادها كموارد لحل المشكلات المطروحة حسب المادة الحاملة لها.
11- المرافقة البيداغوجية
إن إدراج التربية المرورية وإرسائها في الوسط المدرسي يتطلب مرافقة عملية للأساتذة في المراحل التعليمية الثلاث من قبل المفتشين. لذلك، يتعين عليهم برمجة ندوات تربوية وأيام دراسية حول مختلف الجوانب المتعلّقة بالتربية المرورية، ضمن السيرورة العادية للتكوين أثناء الخدمة، من أجل إرسائها الفعلي.تحميل برنامج التربية المرورية والسندات البيداغوجية: يتعين على مديري المؤسسات التعليمية تحميل برنامج التربية المرورية ومصفوفة الموارد الخاصة بكل مرحلة تعليمية، وكذا السندات البيداغوجية عبر حساباتهم على الأرضية الرقمية لوزارة التربية الوطنية.
نظرا للأهمية البالغة التي تكتسيها هذه العملية التربوية وأبعادها الاستراتيجية، أؤكد على ضرورة إيلائها العناية التي تستحقها، والسهر على توزيع هذا المنشور ومرفقاته على كل الأساتذة، ودعوة السيدات والسادة المفتشين، بمختلف رتبهم، على ضمان المرافقة المستمرة للأساتذة من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف المنتظرة من إدراج التربية المرورية في الوسط المدرسي.
إرسال تعليق
اترك تعليقا